كثيرون هم الأشخاص الذين نعرفهم ويتهربون و يراوغون من الإجابة على هذا السؤال ، وفي العادة المرأة هي المتهمة الأولى في هذا الموضوع ، حيث تتهم دائما بالتقليل من عمرها وعدم قول الحقيقة بصدد هذا الموضوع لأنها تحبذ أن تبقى فتية محافظة على أنوثتها وجمالها ورونقها. بينما في وقتنا الحالي ، لم تعد هذه التهمة تقتصر على المرأة فقط ، فكثير من الرجال لا يعترفون بأعمارهم الحقيقية ، لان الرجل لم يعد كاما كان في الماضي فقدأصبح يهتم بهذه الأمور وأن يكون جذابا في عين المرأة .
عندما سئلت هدى عن عمرها ترددت في الإجابة ، وصمتت لوهلة وبعدها أجابت 32 ، بينما قالت سوسن أن عمرها قد توقف عند 18عاما ، أما عبير فأجابت عن عمرها بسرعة وهو 25 عاما، أكرم شاب في الأربعينيات تردد في إعطاء عمره الحقيقي في البداية، ويقول محمد وهو شاب غير متزوج عمره 42 عاما ويبحث عن عروس إنه يواجه مشكلة عندما يخبر أهل العروس بعمره الحقيقي ، وكذلك سمير عندما سئل عن عمره تردد في إخبارنا وبعدها قال 45.
ومن المؤكد أن احتياجات الإنسان وتفكيره يتغيران بحسب نموه العقلي والعمري ، والاحتياجات الفسيولوجية تكون أكثر أهمية في مراحل العمر الأولى ، بينما تزداد أهمية الحاجات النفسية والمجتمعية في مراحل العمر الأكثر نضجا، وقد بين لنا الطب الحديث أن هناك عمرين لكل شخص أولاهما العمر الزمني ، والثاني العمر البيولوجي .
العمر الزمني ويعرف بأنه العمر الذي يتم تحديده منذ تاريخ الولادة والفترة التي عاشها الإنسان.
أما العمر البيولوجي : فهو العمر الذي يتحدد بناء على مستوى ضغط الدم ، ومستوى الكوليسترول ، ومستوى الدهون في الجسم ، وكذلك مستوى السكر ، ووزن جسم الإنسان .
ويتميز العمر الزمني عن البيولوجي بنمط الحياة الذي يمارسه الشخص ، كأن يكون الشخص مواظبا على النشاط البدني بممارسة التمارين الرياضية كالمشي والاسترخاء والتغذية الجيدة وعدم التدخين ، والابتعاد عن كل ما يسبب ضررا في صحة الإنسان ، وإذا راعى الإنسان هذه الأمور فإنه سيحقق عمرا بيولوجيا أقل من عمره الزمني .
و يتسم العمر البيولوجي بالمرونة وفي بعض الأحيان يكون أقل من العمر الزمني للإنسان ، و يؤثر نمط الحياة السلبي أو الإيجابي كثيرا على العمر البيولوجي ، ففي بعض الأحيان يكون عمر الانسان الزمني 40 عاما ويكون عمره البيولوجي أكثر أو أقل بكثير، وهذا يعود في النهاية إلى نشاطات الإنسان وغذائه لتحديد عمره البيولوجي.
وأكدت الدراسات الحديثة للعمر أن الأطعمة التي تحتوي على عدد قليل من السعرات الحرارية هي سر الحياة الطويلة! وأن تناول تلك الأطعمة يزيد من عمر الانسان بنسبة خمسين بالمئة ، وقد أجريت بعض التجارب على الفئران وتبين أن عمرها قد طال وأصبحت أكثر صحة وذلك يعني أن الظروف نفسها ملائمة لحياة الانسان ، وكما يتم ابعاد المرض عن الشخص بالمرحلة العمرية التي يعيشها .
و فيما يخص الرياضة فقد أظهرت الدراسات أن المشي المنتظم بما يعادل ثلاث ساعات في الاسبوع يساعد في الحفاظ على خفض نسبة الدهون في جسم الانسان ، هذا بالاضافة الى تقليل نسبة الاصابة بمرض الزهايمر والامراض السائدة الاخرى كمرض القلب والسرطان وبعضا من عوامل الشيخوخة .
والعديد من الأشخاص يعبرون عن عمرهم بالوقت الذي عاش فيه لحظات من السعادة ولا يقيسها بعمره الزمني أو حتى البيولوجي ، والبعض يقيس عمر الإنسان بقدر العطاء الذي يقدمه ، فكثيرا ما نرى شيخا في عمر السبعين ، نشيطا ولديه قدرة على العمل أكبر بكثير من شاب لم يتجاوز العشرين من عمره.
فلنحاول جميعا اتباع الانظمة الغذائية المفيدة لصحتنا وحياتنا بشكل سليم وممارسة الرياضة بشكل مستمر ، بالاضافة الى الاقلاع عن التدخين وشرب الكحول كي نحدث فارقا كبيرا في حياتنا وحياة من حولنا.
شكراً لكم